أسباب وعلاج جفاف المهبل بعد الولادة الطبيعية والقيصرية

  • مشاركة:

تعتبر رحلة الولادة تجربة رائعة لكل النساء، لكن رغم ذلك فهي تحوي بين تفاصيلها العديد من الاضطرابات والمشاكل المزعجة للمرأة التي تواجه تغييرات غير متوقعة في جسمها، نتيجة التقلب الهائل في الهرمونات طوال شهور الحمل وبعد الولادة أيضًا، أحد هذه المشاكل التي غالبًا ما تكون غير معلنة هو جفاف المهبل بعد الولادة القيصرية والطبيعية، والذي يحدث لعدد كبير من الأمهات الجدد.

 

يمكن أن يعود سبب جفاف المهبل بعد الولادة إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك التقلبات الهرمونية، والرضاعة الطبيعية، والصدمات الجسدية أثناء الولادة، ورغم أن المشكلة قد تبدو وكأنها إزعاجًا بسيطًا في البداية، إلا أن هذه الحالة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المرأة وعلاقاتها الحميمة مع زوجها.

 

يشرح هذا المقال بالتفصيل أسباب جفاف المهبل بعد الولادة الطبيعية والقيصرية، ويجيب على سؤال السيدات المتكرر: كيف اعالج جفاف المهبل بعد الولادة؟

الجفاف المهبلي بعد الولادة

تمر السيدة بعد الولادة بعدد كبير من التغيرات في كامل جسمها، حيث غالبًا ما تبدأ كل الهرمونات والأعضاء في العودة بصورة سريعة وحادة إلى الوضع السابق للحمل، مما يترك آثاره على جميع أجهزة المرأة.

 

يعد جفاف المهبل بعد النفاس والولادة أحد أهم هذه التغيرات التي تصيب السيدة والتي تتسبب في آثارًا سلبية، منها مايلي:

  • الشعور بعدم الراحة والألم أثناء الجماع، مما ينتج عنه انخفاض الرغبة الجنسية والتوتر في العلاقات، والذي يعتبر من أهم مضاعفات جفاف المهبل بعد الولادة.

  • الحكة والتهيج في منطقة المهبل.

  • زيادة خطر الإصابة بالتهابات المهبل.

  • أعراض الالتهابات البولية مثل زيادة تكرار مرات التبول أو الإلحاح بسبب جفاف المهبل.

ما سبب جفاف المهبل بعد الولادة؟

تتساءل النساء: على ماذا يدل جفاف المهبل بعد الولادة؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف الأسباب التي أدت إلى جفاف المهبل، وهي كالتالي:

  1. التغيرات الهرمونية: يحدث انخفاض كبير في مستويات هرمون الاستروجين بعد الولادة، والذي يمكن أن يؤدي إلى جفاف المهبل، حيث يساعد الاستروجين في الحفاظ على سمك ومرونة أنسجة المهبل، لذا فإن انخفاض مستويات الاستروجين يسبب الجفاف.

  2. الصدمة المهبلية: يمكن أن تتسبب عملية الولادة في تمدد أو تمزق أو إصابة أنسجة المهبل، بما في ذلك الأوعية الدموية والأعصاب، ينتج عن هذه الصدمة تعطيل الترطيب والتزليق الطبيعي للمهبل، وهو ما يعد من أهم اسباب جفاف المهبل بعد الولادة الطبيعية.

  3. الإرهاق: يؤثر الحرمان من النوم والإرهاق ومتطلبات رعاية المولود الجديد على معدلات الرغبة الجنسية والإثارة، مما يؤدي إلى تقليل ترطيب المهبل الذي يرتفع في حال شعور المرأة بالإثارة الجنسية.

  4. العوامل النفسية: يمكن أن تؤثر التقلبات العاطفية والنفسية بعد الولادة، مثل التوتر، والقلق، واكتئاب ما بعد الولادة، على الوظيفة الجنسية وترطيب المهبل.

  5. الأدوية: بعض الأدوية التي توصف بشكل شائع خلال فترة ما بعد الولادة، مثل مضادات الهيستامين أو أنواع معينة من وسائل منع الحمل، والمضادات الحيوية، قد يكون لها آثار جانبية يمكن أن تسهم في زيادة الجفاف المهبلي بعد الولادة.

  6. جفاف الجسم: غالبًا ما تكون الأمهات الجدد عرضة للجفاف في الجسم بشكل عام، خاصة إذا كن يرضعن ولا يشربن كمية كافية من السوائل. يمكن أن يؤثر الجفاف سلبًا على مستويات الترطيب العامة، بما في ذلك رطوبة المهبل.

 

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن شيوع جفاف المهبل بعد الولادة الطبيعية خاصة والقيصرية أيضًا، إلا أنه عادة ما يكون حالة مؤقتة تتحسن بمرور الوقت مع استقرار مستويات الهرمونات وتعافي الجسم. أما إذا استمر جفاف المهبل أو تسبب في عدم الراحة للأم، فمن الأفضل استشارة الطبيب لمزيد من التقييم والتشخيص.

 

اقرأ للمزيد: هل الولادة المبكرة تتكرر؟ وكيف يمكن تجنبها؟

 

هل الرضاعة الطبيعية تسبب جفاف المهبل بعد الولادة؟

غالبًا ما تعاني النساء اللواتي يرضعن من الثدي من انخفاض مستويات هرمون الاستروجين بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالرضاعة، حيث يتعارض هرمون الاستروجين مع إفراز الحليب، لذا فهو يقل بصورة حادة خلال 24 ساعة من الولادة، مما يسبب جفاف المهبل بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية، مادامت الأم ترضع الطفل من الثدي.

كم يستمر جفاف المهبل بعد الولاده؟

يتباين الوقت الذي يستغرقه جفاف المهبل بعد الولادة حتى يختفي، حيث يختلف الجدول الزمني لكل امرأة اعتمادًا على عوامل كثيرة مثل التغيرات الهرمونية، والرضاعة الطبيعية، وعمليات الشفاء الفردية، وطريقة الولادة، حيث يستغرق جفاف المهبل بعد الولادة الطبيعية وقتًا أطول للشفاء عن الولادة القيصرية التي لم تتعرض فيها المرأة لصدم أو تمزق في أنسجة المهبل.

 

لكن، غالبًا ما يزول جفاف المهبل في غضون بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر، ويمكن أن تساعد المداعبة بين الزوجين، واستخدام المزلقات المائية، وإبقاء الجسم رطبًا، في تخفيف الانزعاج خلال هذه الفترة الانتقالية.

 

قد يعجبك أيضًا: أسرع طريقة للحمل

كيفية علاج جفاف المهبل بعد الولادة

لا تحتاج غالبية حالات جفاف المهبل بعد الولادة إلى علاج، فقط الصبر والانتظار مع ممارسة بعض النصائح التالية التي تخفف من الوضع المزعج وتسهل الحياة الجنسية بين الزوجين:

  1. ترطيب الجسم عن طريق شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم.

  2. استخدام مزلقًا مائيًا أثناء الجماع لتقليل الاحتكاك وعدم الراحة.

  3. تجنب استخدام الصابون القاسي أو الغسول في منطقة المهبل، أو الدش المهبلي، حيث يمكن أن يزيد من جفاف الأنسجة وتهيج المهبل.

  4. الاهتمام بفترة المداعبة بين الزوجين قبل الجماع.

  5. استخدام مرطب مهبلي أو كريم استروجين موصوف من قبل الطبيب.

  6. ممارسة تمارين قاع الحوض (كيجل) لتحسين تدفق الدم وتقوية العضلات في منطقة الحوض.

  7. ارتداء ملابس داخلية قطنية تسمح بمرور الهواء وتجنب الملابس الضيقة.

 

قد يعجبك أيضًا: علامات الحمل وألم الدورة قبل موعدها بأسبوع

 

كلمة من رعاية

 

تمر المرأة بعدد من التغيرات بعد الولادة خاصة جفاف المهبل بعد الولادة والذي غالبًا ما يحدث نتيجة انخفاض مستوى الهرمونات الحاد، لكن الأمر طبيعي ولا يثير القلق ويختفي خلال عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

توصي رعاية بترطيب الجسم جيدًا واستخدام المزلقات المائية أثناء الجماع، والامتناع عن أنواع المستحضرات الشخصية المعطرة مثل الدش المهبلي والصابون، لتجنب زيادة التهيج والجفاف المهبلي بعد الولادة.

الكلمات المفتاحية:

كاتب طبي
يضم فريق رعاية مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من اطباء، صيادلة، اخصائي تغذية.
عرض جميع المقالات