النوم هو وقت الراحة والتجدد، حيث تستعيد خلاله أجهزة الجسم والمخ نشاطها، وتستريح العضلات، ويرتفع معدل شفاء الجروح وتجدد الخلايا، لكنه قد يكون أيضًا فترة ضعف لقلوبنا.
ففي سكون النوم، يمكن أن تحدث ظاهرة مخيفة وهي النوبة القلبية أثناء النوم. يثير هذا الحدث غير المتوقع والذي من المحتمل أن يهدد الحياة العديد من المخاوف ويجعلنا نحاول فهم عوامل الخطر والأسباب المحتملة، خاصة أنها غير منتشرة ولا يعلم الكثير عنها شيئًا.
نوضح في هذا المقال السكتة القلبية أثناء النوم، والأعراض المحتملة التي يجب الانتباه لها، والخطوات التي يمكن اتباعها والتغييرات الهامة في نمط الحيياة مما يفع من فرص الوقاية من حدوث النوبات القلبية خلال النوم.
في هذا المقال
هل تأتي النوبة القلبية أثناء النوم؟
نعم، من الممكن أن يصاب الإنسان بنوبة قلبية أثناء النوم. في حين أن معظم النوبات القلبية تحدث أثناء ساعات الاستيقاظ بسبب المجهود البدني أو الإجهاد، إلا أنها يمكن أن تحدث أيضًا أثناء النوم.
خلال ساعات النوم، يمر الجسم بتغيرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم وإفراز بعض الهرمونات، والتي يمكن أن تساهم في حدوث نوبة قلبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي، الذي يتميز بانقطاع التنفس أثناء النوم، إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أثناء النوم.
من الضروري أن نكون جميعًا على دراية بالأعراض الشائعة للنوبة القلبية، مثل ألم الصدر وضيق التنفس والألم المزعج في الذراع أو الفك، حتى أثناء النوم. يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب خاصة أو عوامل الخطر المعروفة اتخاذ احتياطات معينة من خلال السيطرة على حالتهم ومناقشة مخاوفهم مع الطبيب المعالج.
يقلل الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب الإجهاد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أثناء ساعات النوم والاستيقاظ.
قد يعجبك أيضًا: 4 علامات توضح الفرق بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية
سبب النوبة القلبية أثناء النوم
يوجد عدد من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالسكتة القلبية عند النوم، نوضحها فيما يلي:
-
تساهم الاضطرابات في أنماط النوم العادية، مثل انقطاع النفس النومي والأرق، في زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أثناء النوم، انقطاع النفس النومي هو حالة تتميز بانسداد جزئي أو كامل للممرات الهوائية، مما يؤدي إلى الحرمان من الأكسجين وزيادة الضغط على القلب، وتقلبات معدل ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية.
-
تؤدي بعض الحالات الصحية الأساسية مثل مرض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال النوم.
-
يمكن أن تزيد الضغوطات العاطفية أو الجسدية أثناء النهار، مثل القلق، والتوتر، والإجهاد العصبي من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أثناء النوم. للمزيد اقرأ: هل الحزن يسبب الذبحة الصدرية؟
-
يعد تناول الكحوليات أو الوجبات الثقيلة قبل النوم من عوامل خطر السكتات القلبية خلال النوم.
-
قد تسبب التقلبات الهرمونية أثناء النوم، بما في ذلك زيادة إفراز الأدرينالين والكورتيزول في ضعف القلب.
-
يساعد قلة النشاط والحركة الدائم في زيادة فرص انسداد الشرايين بسبب تكون الجلطة الدموية، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية خلال ساعات النوم.
أعراض النوبة القلبية أثناء النوم
قد تحدث السكتة القلبية المفاجئة أثناء النوم دون أية أعراض حيث تكون من نوع النوبات القلبية الصامتة، لذا من الممكن أن يحدث الموت أثناء النوم نتيجة تلك النوبة، وفي بعض الأحيان قد يستيقظ المريض شاعرًا ببعض الآلام والأعراض المزعجة التي ينبغي عدم تجاهلها وسرعة التوجه إلى المستشفى للتشخيص والعلاج، من تلك الأعراض ما يلي:
-
ألم أو انزعاج في الصدر، وغالبًا ما يوصف بأنه ضغط أو ضيق أو إحساس بالضغط حول منطقة الصدر كاملة.
-
ضيق التنفس أو صعوبة التنفس أو الشعور بالاختناق.
-
انزعاج أو ألم يمتد إلى الذراع اليسرى أو الفك أو الرقبة أو الظهر، وهي من أهم اعراض النوبة القلبية عند النوم.
-
التعرق الغزير أو البارد، ورطوبة الجلد.
-
غثيان أو دوار.
-
التعب أو الإرهاق غير المبرر عند الاستيقاظ.
-
اضطراب النوم أو الاستيقاظ المفاجئ.
-
القلق أو الشعور بعدم الراحة في كامل الجسم.
-
خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
-
قد تكون الأعراض أكثر اعتدالًا أو تمر دون أن يلاحظها أحد أثناء النوم، ولكن يمكن أن تصبح أكثر وضوحًا عند الاستيقاظ.
يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولا يعاني جميع الأفراد من ألم الصدر التقليدي المرتبط عادةً بنوبة قلبية، فقد يعاني البعض فقط من إزعاج خفيف أو عدم وجود ألم على الإطلاق، مما قد يجعل التعرف على النوبة القلبية أثناء النوم أكثر صعوبة.
الوقاية من النوبة القلبية أثناء النوم
يتطلب منع النوبة القلبية في النوم إجراءات استباقية وتعديلات في نمط الحياة ليكون نمط نشط وأكثر صحة، نشرح فيما يلي الخطوات الأساسية للمساعدة في تقليل المخاطر:
-
الحفاظ على نمط حياة صحي، وهي من أهم طريق الوقاية من الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة أثناء النوم، وذلك عن طريق الآتي:
-
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
-
التقليل من تناول الدهون المشبعة والملح والسكريات المضافة.
-
ممارسة النشاط البدني المنتظم، مثل التمارين الهوائية التي تؤدي إلى تقوية القلب وتحسين صحته وصحة الأوعية الدموية بشكل عام.
-
علاج الحالات الطبية الأساسية: في حال كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أي حالة مزمنة أخرى، فيجب التعاون مع الطبيب للتحكم في هذه الحالات والسيطرة عليها بشكل فعال عن طريق تناول الأدوية الموصوفة حسب التوجيهات وإجراء فحوصات منتظمة.
-
علاج اضطرابات النوم: يوصى بتشخيص وعلاج اضطربات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم، كونه يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية أثناء النوم.
-
تقليل التوتر: ينصح بممارسة تقنيات التخلص من الإجهاد العصبي مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق، واليوجا، أو الانخراط في الهوايات والأنشطة التي تعزز الاسترخاء خاصة مع الأصدقاء.
-
الإقلاع عن التدخين والكحول: يمكن أن يساهم التدخين وشرب الكحول في الإصابة بأمراض القلب، لذا يساهم الإقلاع عن التدخين والكحول في الحد من المخاطر بشكل كبير.
كلمة من رعاية
قد تحدث النوبات القلبية أثناء النوم بالفعل وهي من الحالات المهددة للحياة، ويمكن أن تحدث دون أي أعراض على الإطلاق أو قد تصاحبها بعض الأعراض مثل آلام الصدر وضيق التنفس.
تنصح رعاية الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكتة القلبية أثناء النوم بتغيير نمط الحياة غير الصحي إلى آخر أكثر نشاطًا وحركة عن طريق ممارسة الرياضة البسيطة، وتناول الطعام الصحي، والابتعاد عن القلق، والإقلاع عن الدخين وشرب الكحوليات بهدف الوقاية من النوبة القلبية أثناء النوم.
للمزيد اقرأ: كيف يؤثر نمط الحياة على الذبحة الصدرية غير المستقرة؟
- مشاركة:
