تعلم عن مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء

القوباء المنطقية أو الحزام الناري، هو نوع من الطفح الجلدي الذي يحدث بسبب عدوى فيروس الحماق النطاقي (VZV)، وعلى الرغم من أن الحزام الناري عادة ما يشفى خلال بضعة أسابيع، إلا أن مضاعفاته يمكن أن تتطور بصورة سريعة وقد تؤثر على الأعصاب أو بعض الأعضاء مثل الأذنين، أو العينين، أو أجهزة أخرى.

لذا نهتم في مقال اليوم بتوضيح مضاعفات الحزام الناري وعوامل الخطر التي ترفع نسب الإصابة.

تعريف بالحزام الناري

يسبب فيروس VZV عدوى جدري الماء، وهو من أنواع الفيروسات ذات القدرة على البقاء خاملة فترات طوية لينشط ثانية مرة واحدة، فتظهر الإصابة بالحزام الناري بالإنجليزي (shingles) أو القوباء المنطقية، وغالبًا ما تكون أعراضها على شكل بثور صغيرة ممتلئة بالماء، تتركز على جانب واحد من الجسم أو الوجه والرأس.

يشعر المريض بآلام حارقة في المنطقة المصابة بالحزام الناري، لكن رغم الألم إلا أن علاج الحزام الناري سهل ومتوفر وغالبًا ما يشفى المريض خلال أسابيع تاركًا بعض العلامات والندبات وتغير لون الجلد موضع الإصابة، لكن تكمن المشكلة الأكبر في مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء منه والتي تعد من الحالات الخطرة.

عوامل الخطر الإصابة بالحزام الناري

يمكن أن يصاب الجميع بالحزام الناري، لكن هناك عدد من عوامل الخطر ترفع من فرص الإصابة، منها التالي:

• تاريخ الإصابة بجدري الماء، هو أهم عوامل خطر الإصابة بالحزام الناري، حيث يبقى فيروس جدري الماء كامنًا في جسم المريض لينشط فجأة مسببًا الأعراض.

• التقدم في العمر أيضًا من عوامل خطر الإصابة ذات الشأن، حيث يلاحظ ارتفاع نسب الإصابات بين البالغين فوق 50 عامًا وذلك لانخفاض كفاءة الجهاز المناعي لديهم.

• الأفراد الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة نتيجة الأمراض المزمنة أو تناول المنشطات أو بعض الأدوية، أو لغيرها من العوامل.

• الإصابة بالتوتر والقلق الدائمين.

• الإصابة بالسرطان أو الإيدز وغيرها من الحالات التي تضعف المناعة.

• وجود إصابات جسدية قوية.

• عدم تلقي تطعيم جدري الماء في الصغر أو بعد البلوغ.

للمزيد اقرأ: صور الحزام الناري في الظهر والعين، تعرف عليها

مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء منه

تشمل مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء الحالات المرضية التالية:

ألم العصب التالي للهربس ومضاعفات الحزام الناري

يعتبر الألم العصبي التالي للهربس ( Post-herpetic neuralgia  or PHN) هو أحد مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء المنهكة للمريض. يحدث ذلك عندما يتسبب فيروس الحماق النطاقي، الذي يسبب مرض القوباء المنطقية، في إتلاف الأعصاب، مما يؤدي إلى ألم مستمر في المنطقة المصابة.

يظهر PHN عادة بعد شفاء طفح الحزام الناري ويمكن أن يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات، وتشمل الأعراض الشائعة ألمًا حارقًا مزمنًا، يرفع التقدم في العمر، والألم الأولي الشديد، وضعف جهاز المناعة من خطر الإصابة بـ PHN.

يعاني حوالي 10 إلى 18% من مرضى الحزام الناري من ألم PHN بعد الشفاء، أي أنه أكثر المضاعفات شيوعًا، تتضمن طرق العلاج الأدوية المضادة للفيروسات، والمسكنات لتخفيف الألم وتعديلات نمط الحياة، أما عن التطعيم ضد الحزام الناري فهو إجراء وقائي.

مشاكل الرؤية من مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء

يمكن أن تؤدي عدوى الحزام الناري إلى مشاكل في الرؤية عندما تؤثر العدوى على العين، وهي حالة تعرف باسم الهربس النطاقي للعين، وهو من أخطر مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء منه.

قد تشمل الأعراض ألم العين واحمرارها وعدم وضوح الرؤية. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب ضعفًا دائمًا في الرؤية أو حتى العمى إذا لم يتم علاجه على الفور، تعتبر العناية الطبية الفورية أمرًا بالغ الأهمية عندما تصيب القوباء المنطقية العين لمنع هذه المضاعفات.

مشاكل السمع من مضاعفات الحزام الناري

يمكن أن يؤدي الحزام الناري إلى مشاكل في السمع، بما في ذلك فقدان السمع والدوار المزمن، تحدث هذه المضاعفات عندما يؤثر الفيروس على الأذن، وهي حالة تعرف باسم متلازمة رامزي هانت.

من الضروري طلب العناية الطبية على الفور إذا واجه المريض هذه الأعراض أثناء أو بعد انتشار مرض القوباء المنطقية لمنع مشاكل السمع على المدى الطويل.

المزيد من مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء منه

لا تقتصر مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء على الحالات السابقة فقط، فيما يلي المزيد من تلك المضاعفات:

• التهاب وتورم الدماغ: هو من مضاعفات الحزام الناري النادرة، لكن وارد الحدوث في حال وصول العدوى إلى الدماغ مما ينتج عنه أيضًا التهاب السحايا، أو السكتة الدماغية، أو التهابات الحبل الشوكي.

• العدوى البكتيرية: تحدث العدوى البكتيرية إذا خدش شخص ما البثور وفتحها، مما ينتج عنه انتشار العدوى التي غالبًا ما تكون المكورات العنقودية الذهبية.

• مرض الأوعية الدموية: يحفز فيروس الحزام الناري جهاز المناعة مسببًا التهابات على جدر الأوعية الدموية وهو ما يسمى باعتلال الأوعية الدموية، والذي يعد أحد أبرز مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء.

• الالتهاب الرئوي.

• السكتات الدماغية: يرتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بعد عدة أسابيع من اعتلال الأوعية الدموية.

اقرأ للمزيد: دليلك العلمي عن أعراض السكتة الدماغية عند النساء

يرتفع خطر الإصابة بمضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء منه خاصة الطفح الجلدي طويل الأمد، عند الأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة.

هل تطعيم الحزام الناري ضروري؟

نعم هو ضروري للأشخاص المتقدمين في العمر، أو من يعانون من ضعف جهاز المناعة، لذا يوصي الأطباء كل من بلغ 19 عامًا بتلقي تطعيم الحزام الناري، منعًا للإصابة بمضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء.

كلمة من رعاية

الحزام الناري أو القوباء المنطقية هو طفح جلدي يسببه فيروس الحماق النطاقي (VZV) وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة بعد الشفاء.

تتضمن المضاعفات ألم العصب التالي للهربس في المنطقة المصابة، ومشاكل الرؤية والسمع، والتهاب وتورم الدماغ، وغيرها، يوصى بتلقي تطعيم الحزام الناري للوقاية من مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء، خاصة للأشخاص المتقدمين في العمر وأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة.

قد يعجبك أيضًا: لماذا نشعر بوجود شي عالق في الحلق؟