كل ما يجب أن تعرفه عن علاج الذبحة الصدرية

  • مشاركة:

تعبر الذبحة الصدرية عن حالة من الألم أو الانزعاج بمنطقة الصدر، تنتج عن عدم تلقي القلب لما يكفيه من الدم الغني بالأكسجين، مما يضطره إلى العمل بقوة والنبض بشكل أسرع في محاولة للحصول على المزيد من الدم، يسبب ذلك العناء ألمًا ملحوظًا يستوجب التعامل الطبي الفوري.

 

لا تعد الذبحة الصدرية مرضًا بذاتها، وإنما هي غالبًا ما تكون علامة تحذيرية للإصابة بأمراض القلب التاجية، ولذلك من المهم التعرف على كيفية التعامل مع أعراض الذبحة الصدرية، وطرق الإدارة الفعالة، وما يمكن فعله بشكل يومي للوقاية من التعرض لإحدى نوبات الذبحة الصدرية.

 

في هذا المقال سنتناول بشكل تفصيلي كيفية علاج الذبحة الصدرية وسبل التعامل معها، قبل أن تتفاقم مسببة غيرها من المشاكل الصحية المهددة للحياة.

ما هو علاج الذبحة الصدرية؟

ربما يتساءل الكثيرون هل يمكن علاج الذبحة الصدرية؟ 

 

تحدث الذبحة الصدرية نتيجة لنقص تروية عضلة القلب، والذي يحدث كذلك وفقًا لعدد من المشكلات الصحية بشرايين القلب التاجية، والتي تؤثر على السير الصحيح لعملية تدفق الدم للقلب، وأبرزها ضيق الشرايين وتصلبها أو تراكم الدهون والكوليسترول على جدرانها فيما يعرف بتصلب الشرايين.

 

وغير ذلك من العوامل المحفزة لحدوث الذبحة الصدرية، مثل الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، أو السمنة، أو اتباع نوعًا من العادات الصحية الخاطئة.

 

وعلى هذا فإن علاج الذبحة الصدرية بأنواعها يتمثل في علاج المسببات المؤدية للإصابة بنوبة الذبحة الصدرية، وبشكل عام تأتي طرق علاج الذبحة الصدرية في أكثر من شق رئيسي كالتالي:

  1. علاج الذبحة الصدرية بالادوية.

  2. علاج الذبحة الصدرية بالإجراءات الجراحية.

  3. علاج الذبحة الصدرية من خلال تغييرات نمط وعادات الحياة الصحية.

 

قد يعجبك أيضًا: هل يمكن الشفاء من الذبحة الصدرية الغير مستقرة؟

علاج الذبحة الصدرية بالادوية

يحتاج معظم الأشخاص المصابين بالذبحة الصدرية إلى تناول العديد من أنواع الأدوية، منها ما يؤخذ بشكل سريع في المنزل، فور ملاحظة أعراض نوبة الذبحة الصدرية التي يدركها المصاب ومن حوله.

تساعد الأدوية بشكل أساسي في وقف نوبات الذبحة الصدرية، وتقليل خطر حدوث مشاكل أكثر خطورة، مثل النوبات القلبية، ومنها الأدوية التي قد يصفها الطبيب كعلاج للنوبة الحالية أو للاستمرار في تناولها، حتى بعد تخطي الأزمة للتقليل من خطر مداهمة هجمات الذبحة الصدرية بالمستقبل.

 

وبالتأكيد يخضع المصاب لاختبارات وفحوصات التشخيص اللازمة للتعرف على أسباب الذبحة الصدرية قبل البدء في اتخاذ الإجراءات العلاجية أو تحديد الدواء المناسب. وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية الأنواع التالية:

 

النترات

 

ثلاثي نترات الغليسيريل أو GTN الذي يأتي على شكل بخاخ رذاذ للفم أو أقراص تذوب تحت اللسان، وهو يعد علاج سريع للذبحة الصدرية حتى قبل التوجه للرعاية الطبية.

 

حيث تعمل النترات على إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها بشكل فوري، مما يساعد على تدفق المزيد من الدم إلى القلب، ينصح بتناول جرعة ثانية من GTN بعد 5 دقائق من الجرعة الأولى، في حال عدم الشعور بالتحسن، ومن ثم سرعة التوجه إلى الطبيب.

 

عادةً ما يستخدم النيتروغليسرين في علاج الذبحة الصدرية المستقرة، وهي الشكل الأكثر شيوعًا من الذبحة الصدرية. في بعض الأحيان يوصي الطبيب بتناول GTN قبل القيام بأي مجهود، مثل ممارسة التمارين الرياضية أو كعلاج وقائي طويل المدى، جدير بالذكر أنه قد يصاحب تناول النترات الشعور بالدوخة أو الصداع خلال فترة وجيزة من استخدامه.

 

حاصرات مستقبلات بيتا

 

التي تجعل القلب ينبض بشكل أبطأ وبقوة أقل، مما يساعد على خفض ضغط الدم، وإرخاء الشرايين الأوعية الدموية، ومن ثم تحسين تدفق الدم.

 

حاصرات قنوات الكالسيوم

 

تعمل أيضًا على إرخاء الأوعية والشرايين، وزيادة تدفق الدم إلى عضلة القلب، وتعد مع حاصرات بيتا أدوية وقائية تمنع حدوث نوبات الذبحة الصدرية، ويمكن تناولها مدى الحياة، وغالبًا ما تستخدم هذه الأنواع كذلك في علاج الذبحة الصدرية عند النساء والتي تحدث في معظم الحالات نتيجة لوجود خلل ما -منذ الولادة- مدمرًا لجدران الأوعية الدموية الصغيرة المتفرعة من الشرايين التاجية.

 

للمزيد اقرأ: هل هو ألم الصدر؟ اعراض الذبحة الصدرية عند النساء

 

الأسبرين

 

يقلل الأسبرين من تجلط الدم، ما يسهل تدفق الدم عبر الشرايين القلب الضيقة، كما يعمل على تقليل خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتات الدماغية، ويستخدم أيضًا في علاج الذبحة الصدرية غير المستقرة التي تتطور بشكل سريع ومفاجئ. وبالتأكيد ينبغي استخدام الأسبرين تحت إشراف الطبيب.

 

الأدوية الأخرى المانعة للتجلط

 

وهي بعض أنواع الأدوية، مثل البراسوغريل، والكلوبيدوجريل، والتيكاغريلور والتي تقلل من احتمالية التصاق الصفائح الدموية ببعضها، وبالتالي منع تجلط الدم، وقد يصف الطبيب هذه الأنواع في حال عدم قدرة المريض على تناول الأسبرين.

 

أدوية ضغط الدم

 

التي تشمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) لخفض ضغط الدم، والتي قد يصفها الطبيب في حالة علاج الذبحة الصدرية لمرضى السكري ومرضى ضغط الدم، أو غير ذلك من حالات أمراض القلب والكلى المزمنة.

 

الأدوية الخافضة للكوليسترول

 

مثل الستاتينات التي تعمل على تقليل مستوى الكوليسترول أو الدهون في الدم، والذي يعد أحد عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية، لذا فإن هذه الأنواع من الأدوية تساعد على منع انسداد الأوعية الدموية، وتقي من تصلب الشرايين المسبب للذبحة الصدرية.

 

الرانولازين

 

يمكن أن يوصي الطبيب بتناول هذا الدواء في علاج نوبة الذبحة الصدرية المستقرة، التي قد لا تتحسن بالأدوية الأخرى، وقد يستخدم هذا الدواء منفردًا أو مع غيره من أدوية الذبحة الصدرية، مثل دواء GTN، أو حاصرات مستقبلات بيتا، أو حاصرات قنوات الكالسيوم.

 

علاج الذبحة الصدرية بالجراحة

قد يوصى بإجراء عملية علاج الذبحة الصدرية عن طريق أحد الإجراءات الجراحية الآتية، إذا لم تساعد الأدوية في السيطرة على الذبحة الصدرية، ويشمل العلاج بالجراحة نوعان رئيسيان وهما:

جراحة مجازة الشريان التاجي (CABG)

وتسمى أيضًا جراحة القلب المفتوح: وفيها يؤخذ جزء من الأوعية الدموية من الجسم (وريد أو شريان)، ويستخدم لإعادة توجيه الدم حول الجزء الضيق أو المسدود من الشريان.

 

تساعد هذه الجراحة على تحسين تدفقَ الدم إلى القلب، لذا فهي تساهم في علاج الذبحة الصدرية المستقرة وغير المستقرة بشكل فعال، والتي قد لا تستجيب للعلاج بالأنماط الأخرى.

 

في بعض الحالات قد يوصى بإجراء جراحي إما تحويل مسار الشريان التاجي أو PCI، إذا كان المريض معرضًا لخطر كبير للإصابة بنوبة ذبحة صدرية أخرى، أو الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية.

 

للمزيد اقرأ: خطر النوبة القلبية أثناء النوم وطرق الوقاية

رأب الأوعية التاجية باستخدام الدعامات

وفيها يتم توسيع الجزء الضيق من الشريان باستخدام أنبوب صغير يشبه البالون، يدخل هذا البالون داخل الشريان وينفخ لتوسيع الشريان، ويثبت باستخدام لفائف صغيرة من الأسلاك وهي الدعامات لإبقاء الشريان مفتوحًا.

 

يحسن أيضًا الرأب الوعائي من عملية تدفق الدم إلى القلب، مما يمنع حدوث الذبحة الصدرية ويقلل من حدتها، وقد يستمر المريض في تناول بعض الأدوية بعد الجراحة.

علاج الذبحة الصدرية عبر تغيير نمط الحياة الصحي

كثير من حالات الذبحة الصدرية التي تم السيطرة عليها، يمكن لأصحابها التعايش بعدها بشكل جيد، من خلال الالتزام بعيش نمط حياة صحي، يجنبه -قدر الإمكان- خطر التعرض لنوبة جديدة من نوبات الذبحة الصدرية، إليك فيما يلي أفضل العادات الصحية اليومية والممارسات الموصى بها طبيًا:

  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب غني بالخضر والفواكه وخالي من الدهون المشبعة، والدهون المتحولة، والسكر، والصوديوم.

  • الإقلاع عن التدخين والكحول، وتجنب التعرض للتدخين السلبي.

  • ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الآمنة.

  • الحفاظ على وزن صحي.

  • إدارة عوامل الخطر لأمراض الشريان التاجية، وتشمل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية.

  • الالتزام بتناول الدواء الموصوف لعلاج الذبحة الصدرية، للتقليل من حدة أعراض الذبحة الصدرية والقضاء عليها.

  • الاحتفاظ ببخاخ أو أقراص GTN بكل الأوقات، واستخدامه قبل التمرين والنشاط البدني بعد استشارة الطبيب.

  • اكتشاف أفضل الطرق لإدارة الغضب ومشاعر القلق والخوف، يمكن تجربة اليوغا، والتأمل، أو التحدث مع صديق أو شخص محبب، أو قراءة كتاب مفضل، أو الذهاب في نزهة.

 

للمزيد اقرأ: كيف يؤثر نمط الحياة على الذبحة الصدرية غير المستقرة؟

 

كلمة من رعاية

 

ربما تعد السيطرة على نوبات الذبحة الصدرية وتخطيها بأمان أمرًا بسيطًا مع زيادة الوعي، وفهم الأعراض، والأسباب، وإدراك كيفية التعامل معها، الالتزام بالعادات الغذائية والصحية السليمة، وممارسة قدرًا مناسبًا من النشاط البدني اليومي يبقي الشخص دائمًا في مسافة آمنة بعيدًا عن الخطر.

 

إضافةً إلى ذلك، فإن الاهتمام بالمتابعة الطبية الدورية للفحص والاطمئنان على الحالة الصحية العامة هو واجبًا ضروريًا، خاصةً مع المعاناة من إحدى الحالات الصحية المزمنة، كل ذلك يساهم بشكل استثنائي في علاج الذبحة الصدرية حتى قبل حدوثها.

الأبحاث العلمية والمخبرية
كاتبة ومحررة مقالات طبية وصحية، شغوفة بنشر التثقيف الصحي خاصة في مجالات المرأة، والطفل، والتغذية، خبرة لأكثر من عامين.
عرض جميع المقالات